منتديات شباب الكردي


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات شباب الكردي
منتديات شباب الكردي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فن الحوار مع الابناء

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

فن الحوار مع الابناء Empty فن الحوار مع الابناء

مُساهمة من طرف مايسة الجوهرى الجمعة ديسمبر 24, 2010 2:28 pm

Displaying all 9 posts.الأستاذة مايسة الجوهرى
فن الحوار مع الأبناء

* هناك أزمة كبيرة في البيوت الآن تسمى أزمة " فقدان لغة الحوار
يكاد لا يكون هناك أي حوار بين أفراد الأسرة . وعندما نسمع حوارا بين الوالدين وبين الأبناء يكون عبارة عن أمر ونهي ونقد من قبل الوالدين ، وغضب وصوت مرتفع باستمرار من قبل الأبناء ، فلا أحد يستمع للآخر ، وكل طرف يعتقد أنه على صواب ، وأما الطرف الآخر فهو على خطأ .
* وإذا سألت الوالدين أين الخطأ ؟ يكون الرد : أكيد الخطأ في الأبناء ، لأنهم لا يسمعون ما نقول ، ولا ينفذون ما نطلبه منهم ، وعندما نوجه نفس السؤال إلى الأبناء ، يكون الرد : الخطأ في الوالدين ، فنحن لا نجد من يستمع لنا ، ولا أحد يفهمنا ، ولا أحد يدرك مشاعرنا أو يقدر تفكيرنا واحتياجاتنا .
** فهيا بنا أيها الآباء والأمهات نعود للغة الحوار والإقناع داخل الأسرة ، ففي القرآن أكثر من ألف موقف حواري ، فلماذا لا ينشأ حوار مع الأبناء ؟
ولنا في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير مثال .
* فقد ضرب لنا النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير مثال في الحوار والإقناع في الحديث مع المراهق ، فكلنا يعرف قصة الشاب الذي جاء إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كي يستأذن في الزنا ! فماذا فعل النبي ـ المعلم الرحيم ـ ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع هذا الشاب ؟ وكيف أقنعه بوجهة نظره ؟ وكيف جاء إليه الشاب والزنا أحب شيء إلى قلبه ، ثم خرج من عنده وقد أصبح الزنا أبغض شيء إلى قلبه .
* لن نقف هنا على نص الحوار ـ وذلك لأن الكل يعلمه ـ ولكن سوف نقف عند تحليل هذا الحوار .......
فلتسمحوا لي أن أطرح سؤالا على كل من الوالدين : إذا جاء إليك ابنك في أحد الأيام وقال لك : أبي ـ أمي ـ : أريد أن أزني ! فهل تسمحان لي بالزنا ؟ ............!!!!!!!

أولا : هل هناك مساحة حقيقية من المصارحة بين الوالدين والأبناء تسمح لأحد الأبناء بأن يطرح هذا السؤال على الوالدين ؟
ثانيا : هل يستأذن الأبناء فعلا من الوالدين عند القيام بعمل ما ـ من الممكن أن يقوموا به في السر ، ودون أن يعلم أحد ـ قبل القيام به ؟
ثالثا : هل هناك حلقة حوار ونقاش ـ حقا ـ بين الأبناء والوالدين ؟
رابعا : هل يستخدم الوالدين أسلوب الحوار والإقناع في الحديث مع الأبناء ؟
خامسا : ماذا سيكون الرد الفعلي من جانب الوالدين ؟
؟ هل سيكون الرد : بالضرب والرفس واللكمات
أم بسيل من السب واللعن والشتائم والتوبيخ ؟
أم يكون الرد بأن نُشهد الآخرين على هذا الفاسق الفاسد العاصي الذي يريد أن يجلب ا لعار للأسرة كلها ؟ !
أم سيكون الرد مثل رد الحبيب المصطفى ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ بالحوار والإقناع .


فلنقف برهة سويا عند هذا الحوار ...........
1 ـ جاء هذا الشاب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كي يُفضي له عما بداخله .... فلماذا ؟
لأنه أدرك أن هناك حلقة اتصال بين النبي ـ الأب الحنون ـ وبين أفرد الأمة .
ولأنه أدرك أن هناك مساحة للحوار والنقاش بينه وبين ومن هو مسئول عنه ( النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) .
ولأنه أدرك أن النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمتاز بحسن الاستماع والإنصات .
ولأنه أدرك أن النبي العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفهم ويدرك معاناة الشباب .
ولأنه أدرك أن النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يعنف ولا يوبخ ولا يزجر ولا ينهر .
ولأنه أدرك أن النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يختار أطايب الكلام .
ولأنه أدرك أن النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد له الخير وللأمة جمعاء .

2 ـ لم يجد هذا الشاب حرجا في نفسه أن يستأذن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الفاحشة .............. لماذا ؟
لأنه تربى في بيت من بيوت المدينة ، بيت يتقي الله تعالى في كل شي ء .
ولأنه صريح مع نفسه ، ومع غيره .
ولأنه لا يحب الخداع والتدليس والكذب .
ولأنه لا يحب فعل المعصية في السر والخفاء .
ولأنه تربى على مخافة الله تعالى .
ولأنه تعلم أدب الاستئذان من الأكبر منه ـ سواء في السن أو في المكانة ـ قبل القيام بشيء .
ولأنه تعلم أدب الحوار والنقاش ( وخاصة من القدوة ) .

3 ـ عندما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ادنه " ( اقترب مني ) وأجلسه إلى جواره .
هنا شعر الفتى بحب النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحرصه عليه .
عندما أجلسه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى جواره شعر بالمساواة ، وشعر أنها مجالسة حب وود ، وليست مجالسة اتهام ، أو مجالسة توجيهات .

وهنا يقول بعض المحللين عن أنواع المجالسة عند الحوار .........

أ ـ المجالسة المعتدلة : بأن يكون المتحاورين في نفس مستوى الجلسة ، وهذا هو وضع الصديق مع صديقه ، حيث يشعر كل منهما باهتمام الآخر وحبه وتقديره .
ب ـ المجالسة التحتية : أن يكون الشاب جالس والمحاور له واقف ، فهنا يشعر أنه في وضع المتهم ، والذي يحاوره كأنه " محقق " ، وكأنه ينتظر منه أن يوجه له أي نوع من أنواع الضرب ؛ لأنه في وضع أعلى منه .
ج ـ المجالسة الفوقية : بأن يكون الشاب واقف والمحاور له جالس ، فهنا يشعر الشاب بأنه في وضع التلميذ الضعيف المخطئ ، والمحاور له في وضع المعلم الذي يملي عليه الأوامر والتعليمات ، كما أنه يرسل له رسالة بأنه أعلى منه ويفهم أكثر منه .
فنجد هنا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اختار النوع الأول ؛ وهو أفضل الأنواع .
4 ـ لم يبدأ النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالزجر ، والنهي ، وإلقاء اللوم عليه ، فلم يقل له النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنك مخطئ وتفكيرك خاطئ وهذه معصية كبيرة تؤدي بك إلى نار جهنم ، فعندما لم ينهره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أول الحوار ، شعر الفتى أن النبي معه وليس ضده .
وهنا يقول أحد المربين : إذا جاء إليك ولدك يشتكي من أمر ما فلا تبدأ بالهجوم عليه من أول الحوار ، حتى وإن كان هو المخطئ ، فلا تقل له إنك مخطئ من البداية ؛ لأن ذلك سوف يمنعه من أن يكمل حديثه معك ، أو أنه سوف يخفي بعض الكلمات ؛ لأنه يشعر أنك ضده ولست معه في صفه ، لأنك هاجمته من قبل أن تستمع إلى كل الكلام ، ويكون هذا قاطع للاتصال بينك وبينه .
5 ـ بدأ النبي المعلم ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ حواره مع الفتى باستثارة العواطف ؛ عندما سأله : " أتحبه لأمك ؟ " .
فلماذا بدأ بالحديث عن الأم ؟
أ لِأنها أقرب الناس إلى قلب الفتى ؟
أم لأنها أطهر وأعف الناس عنده ؟
أم لأنها آخر شخص قد يقبل عليه أي معصية أو خطأ ؟
كل هذا ، بل وأكثر منه !
6 ـ استمع النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ للرد من الفتى ، فكان الرد الطبيعي منه " لا " .
فهنا لم يكن الحوار من طرف واحد ، بل جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الفتى يشاركه الحديث والرأي . فمن الأفضل أن يصل الفتى إلى النتيجة بنفسه ، لا أن تفرض عليه.

7 ـ بدأ النبي الكريم بالحديث مع الفتى عن نفسه ومحارمه ، ثم تحدث عن باقي الناس ، عندما قال : " أتحبه لأمك ؟ " ثم قال : " وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم "
وهنا أ وصل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسالتين للفتى :
أ ـ أن تفكيره مثل تفكير الآخرين ، وأنه ليس بشاذ عن باقي الناس ؛ بما أنه يرفضه ، كذلك الناس ترفضه .
ب ـ أن على المسلم أن يحب لغيره ما يحب لنفسه ، وأن يكره لغيره ما يكره لنفسه .
8 ـ أطال النبي الحبيب ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ الحديث مع الفتى ولم يشعر بالملل أو الضيق ، ولم ينه الحديث سريعا ، فكان عنده من الصبر وسعة الصدر ما سمح للفتى أن يحدثه بكل ما في قلبه .
9 ـ لم يفرغ النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الحديث حتى شعر أن الفتى قد اقتنع .
10 ـ وضع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يده على صدر الفتى ، وهنا تأتي لغة الجسد ، ولغة اللمس ، فشعر الفتى بحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له ، وشعر بالحنان ودفئ العلاقة بينهما .
وهنا يقول بعض المربين عن أهمية لغة اللمس ............... .

* اللمسة هي لغة الجسم .
* كل لمسة لها معنى وأثر معين .
* هذه اللمسات مؤثرة ، وتكسر الحواجز الجليدية بين الوالدين والأبناء .
* اللمسة هي تعبير عن علاقة المحبة بين الوالدين والأبناء .
* هناك 198 لمسة من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين .
* مثلا : لمسة ظهر الكف على الخد هي لمسة حب .
لمسة الأصابع والكف على الرأس والشعر لمسة استرخاء وراحة .
لمسة الإصبع على الحاجب لمسة تمسح الألم والحزن .
مسح اليد على الظهر لمسة تُشعر بالأمان .
وضع اليد على الكتف لمسة تُشعر بالاهتمام .
وضع الكف في الكف لمسة تُشعر بالألفة والقرب ...........

11 ـ دعا النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ للفتى وقال : " اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه . "
استخدم النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لغة الدعاء ؛ مما جعل الفتى يشعر بمدى حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له ، وحرصه عليه .

وهنا جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الفتى نفسه هو الذي ينفر من هذا الأمر الفاحش الذي جاء من أجل أن يستأذن فيه ! حتى أنه خرج من عند النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ والزنا هو أبغض الأشياء إلى قلبه .

أين نحن من سنة الحبيب المصطفى ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ وسيرته ؟
هل منا من يطبق هذا مع أبنائه ؟
هل منا من يحاور ويناقش ، بل ويقنع أبناءه ؟
هل منا من يملك ملكة الصبر وطول البال ، عند الحديث مع الأبناء إلى هذه الدرجة ؟
هل منا من يتمالك نفسه ويملك أعصابه ، عندما يستأذنه ابنه في ارتكاب الفاحشة ؟
هل منا من عنده مساحة من المصارحة والمكاشفة بينه وبين أبنائه ؟
هل منا من يهتم بلغة الجسم واللمس ؟
هل منا من يجلس مع أبنائه مجالسة صداقة وحب وود ؟

هكذا كان النبي الكريم ـصلى الله عليه وسلم ـ مع جميع أفراد أمته ، فالإقتداء به ، وإتباع سنته أصل من أصول ديننا الحنيف ، قال الله ـ عز وجل ـ : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) " الأحزاب:21"



مايــــــســـــــة الجوهرى




مايسة الجوهرى
عضو جديــــد
عضو جديــــد

عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 13/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فن الحوار مع الابناء Empty رد: فن الحوار مع الابناء

مُساهمة من طرف الشيخ/عادل زكريا السبت ديسمبر 25, 2010 11:35 am

جزاكم الله خير الجزاء وأفادكم الله أستاذتنا الفاضلة[quote]
الشيخ/عادل زكريا
الشيخ/عادل زكريا
مديــــر المنتدى

عدد المساهمات : 84
تاريخ التسجيل : 20/04/2008
العمر : 48

https://korde.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى