سلسلة تربية الأولاد ( الحلقة الأولى )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .

اللهم إنا نسألك الخير كله ، عاجله وآجله ، ما علمنا منه وما لم نعلم ، ونعوذ بك من الشر كله ، عاجله وآجله ، ما علمنا منه وما لم نعلم ، اللهم إنا نسألك مما سألك به حبيبك وعبدك ونبيك محـمــــــــــــــــــد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ، ونعوذ بك مما استعاذ بك منه حبيبك وعبدك ونبيك محمـــــــــــــــــــــد ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ ، اللهم إنا نسألك الجنة وكل عمل يقرب إليها ، ونعوذ بك من النار ومن كل عمل يقرب إليها .
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ، ووفقنا ـ اللهم ـ إلى ما تحب وترضى ، واجعل هذا العمل متقبلا .

اللهم آميـــــــــــــــــــن


إنما أولادنا أكبادنا
تمشي على الأرض

لو هبت الريح على بعضهم

لامتنعت العين عن الغمض


الولد هو رحيق السعادة وبهجة الحياة .
إن الولد نعمة وهبة من الله تعالى ، يُنعم بها ـ سبحانه ـ على من يشاء من عباده ، يقول الله تعالى :
( يهب لمن يشاء ذكوراً ويهب لمن يشاء إناثاً ويجعل من يشاء عقيماً ) " الشورى"
والأسرة هي نواة المجتمع ، والفرد هو أول لبنة في بنائها ؛ وكلما كانت هذه اللبنة حسنة وجيدة ؛ كان البناء قوياّ متماسكاّ متيناّ .
فعلى كل من الوالدين أن يعلما الخير العظيم الذي منّ به الله ـ تعالى ـ عليهما ، وأن يدركا أهمية تربية الأولاد تربية إسلامية تُرضي الله ـ تعالى ـ ورسوله .
فقد أنعم الله ـ تعالى ـ عليهما بهذه الذرية ، وأجزل لهما العطاء والثواب في الدنيا والآخرة .
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ـ
( لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع . ) رواه الترمذي

وعن جابر في حديث آخر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ـ
( علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم ) رواه الترمذي

قال – صلى الله عليه وسلم - : ـ ( إذا نظر الوالد إلى ولده فسرّه كان للوالد عتق سنة ، قيل يا رسول الله : وإن نظر ثلاثمائة وستين نظرة ؟ قال : الله أكبر . ) رواه الطبراني


وعن أيوب بن موسى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ـ
( مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ ....) رواه الترمذي

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم ـ : ـ ( الولد أوسط ( أحسن ) أبواب الجنة . ) رواه الطبراني
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : ـ
( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جاريةٍ ، وعلمٍ ينتفع به ، وولدٍ صالحٍ يدعو له ) صحيح عند ابن خزيمة

فليعلم كل من الوالدين أن هذه الذرية مسئولية وأمانة ، و يجب عليهما أن يراعيا هذه الأمانة ، وسوف يُسألا عنها يوم القيامة .
فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري ومسلم


إن تربية الأبناء مسئولية كل من الأب والأم ، ولكل منهما دور هام في العملية التربوية ، يجب ألا يتخلى أي منهما عن هذا الدور ، ولا يمكن أن يقوم أحد آخر مقامهما .

ويقول النبي الكريم ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ : ـ
( فكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ( يقوت ) ) رواه مسلم

وكما يقول أحمد شوقي : ـ


ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا

إنما اليتيم هو الـذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا